المرأة في الخطاب القرآني

يرصد الكتاب كل ما ذكر عن المرأة فى القرآن الكريم، والتعريف بمكانة المرأة فى الإسلام والتى تعتبر من أهم القضايا الحساسة التى تستحق الإهتمام فى الوقت الحاضر. تقول المؤلفة: «تناول الفقهاء والعلماء المسلمون وكذلك المستشرقون قضايا المرأة المسلمة، ولكنهم لم يهتموا بدراسة صورة المرأة فى المنظور القرآ نى وكيف تطورت من السور المكية وصولا إلى المنظور القرآنى للمرأة فى السورالمدنية.

لقد ورد فى السور المكية قصص عن بعض زوحات الأنبياء دون ذكر أسمائهن، والمرأة الوحيدة التى ذكر اسمها نصيا فى القرآن الكريم هى مريم ابنة عمران لتكريمها، وللتأكيد على أن الله قد فضّلها على نساء العالمين. وجميع هذه النماذج تصور المرأة على أنها ظل للرجل وليس لها كيان مستقل.

أما فى السورالمدنية فقد تغيرت صورة المرأة، وبعد أن كانت غير واضحة المعالم وظلا للرجل، أى مفعولا به وليس فاعلا، ولا يتم توجيه الخطاب القرآنى إليها، نجد أن المرأة فى الخطاب القرآنى المدنى قد أصبحت فاعلا ويتم ذكرها جنبا إلى جنب مع الرجال، وتم منحها الحق فى المجادلة وتم تخصيص سور قرآنية كاملة لها: (النساء والمجادلة، الممتحنة)، بل يتم توجيه الخطاب القرآنى إليها مباشرة (يانساء النبى لستن كأحد من النساء)».

كما يعرض الكتاب المكانة المرموقة التى كفلها الله سبحانه وتعالى للمرأة، خاصة فى السور المدنية، وتؤكد المؤلفة أن: «القرآن الكريم وضع لنا النظرية، أى مجموعة التشريعات والقوانين، وعلينا التطبيق على ضوء التطورات المستجدة، وهنا يأتى دور العقل وتحكيم المنطق فى تفسير الآيات والأخذ بـعموم اللفظ وليس بـ خصوص السبب، أى عدم الاكتفاء بتفسير الآيات بأسباب النزول فقط، وألا يكون معنى ذلك أن القرآن الكريم نزل لأهل مكة والمدينة فقط فى عصر الرسول (صلى الله عليه وسلم)، وهذا يتنافى تماما مع مضمون الرسالة المحمدية لأن الإسلام صالح لكل زمان وكل مكان، وهو الدين الأوحد الذى بدأ بـ (بنوح) مرورا بكل الأنبياء والرسل ووصولا إلى محمد خاتم الأنبياء والمرسلين».

«المرأة فى الخطاب القرآنى» هو محاولة للعودة إلى تحكيم العقل فى قراءة النصوص الدينية، وعدم الاكتفاء بالنقل عن القدماء «فالقدماء اجتهدوا حسب الإمكانيات وأدوات البحث التى كانت متوافرة فى زمانهم، وهى أقل بكثير من أدوات البحث حاليا. إن هدفنا ومقصدنا هو إثبات أن القرآن الكريم أنصف المرأة ومنحها من الحقوق ما يجب أن تتباهى به أمام نساء العالم من جميع الديانات الأخرى».