وللعشق رماد

(0)
عام: 2016
 من بين أكمام الزمن المرّ، يخرج شاب من عبق عرق الغواصين وصيادي السمك من حي البسطاء والحالمين، حاملاً احلاماً شاهقة لتحقيق العدل والحرية لشعبه. مسيرة مليئة بأحداث درامية تبدأ من رعونة الطفولة ... سلسلة حافلة من العذابات تبدأ من المرحلة الابتدائية. في الصف الأول إعدادي يتعرض للاعتقال وعمره أربعة عشر سنة مدة اربعة ايام عندما يشارك في مظاهرة طلابية بمناسبة وقف إطلاق النار في الجزائر ويظل في السجن أربعة أيام في غرفة صغيرة مزدحمة بالطلبة المسجونين معه. في الرابعة عشرة ايضا يصادف حبه الأول .. تلك الفتاة الشهية التي كانت بداية مرحلة الرومنسيات في حياته، التي غرقت فيما بعد بعطور النساء وكيدهن العظيم. يعشق القراءة التي تصبح جزءاً من حياته، وفي فترة لاحقة يبدأ بالبحث عن الذي علمه القراءة كي يقتله لكنه يكتشف بأنه هو ولا احد غيره لأن القراءة أضاءت هذا الجسد الضئيل وأطلقته للريح والفواجع.  تغتصبه امرأة جميلة وهو في السادسة عشرة من عمره. يعتنق الفكر القومي ويعشق جمال عبدالناصر ومصر، وعندما يحدث الزلزال العظيم بوقوع هزيمة حزيران يصاب بالصدمة ويهرب إلى الفلسفة الوجودية لكنه سرعان ما يجد ضالته في الفكر الماركسي الذي يظل معه دائما يضيء مشواره الطويل. شخصية هي مزيج غريب  واحياناً متنافر يجمع بين الثوري والعاشق الدائم والكاتب والشاعر في تناغم يميز شخصية الغريب، هذه الصفة التي يحب دائما أن يطلقها على نفسه لشعوره بغربته الوجودية. يتعرض للاعتقال بسبب افكاره الماركسية للمرة الثانية والثالثة ويعاني وحشة السجون الانفرادية، ويسافر السجن معه .. يسكنه دائما. يُطرد من بريطانيا بسبب قيامه بإتلاف فيلم يمدح غولدا مائير كان يعرض في الجامعة التي يدرس فيها. يدخل في علاقات عاطفية وجنسية كثيرة وبعد تجارب مريرة مع المرأة يصل الى نتيجة الى أن مؤسسة فاشلة وخاصة بالنسبة للكتاب والشعراء والفنانين.  يلتقي بنساء كثيرات وجميلات من مختلف الجنسيات فهو عاشق للنساء أو كان "يعشق العشق لا غير" مثل الكثير من الشعراء كما قالت له إحداهن. كل علاقاته العاطفية لا تستمر طويلا .. تنتهي الكثير منها بنهايات درامية. رواية على شكل مشاهد مترابطة وأحياناً غير مترابطة، تصف الكثير منها الحركة الوطنية في البحرين أيام المد القومي ثم اليساري وتصف هذا الشعب العظيم الذي حارب الإستعمار الإنجليزي، مشاهد سياسية حقيقية مطعمة بمشاهد في غاية الرومانسية، هذا المزيج  الذي يمثل شخصية البطل الثوري الرومانسي.
عندما يبدأ الحريق الكبير والحروب الطائفية في الوطن العربي يجد أن كل الجهات الأربع لا توصله إلى طريق النجاة .. فيبحث عن جهة خامسة!