اربعة وجوه ل غودو و وجهان ل إلدا

(0)
التصنيف: مسرح
عام: 2023

يتشكّل النصّ المسرحيّ "أربعة وجوه ل"غودو" ووجهان ل"إلدا"، للناقد كمال أبو ديب، ضمن سياقات ومضامين وأشكال عدّة، يجتمع فيها العبثيّ بيكيت مع الملحميّ الواقعي بريخت، مع رمزية مشوبة بمقدار من الغنائية والشاعرية والشفافيّة على رغم القسوة
الأربعاء، ١٥ ديسمبر / كانون الأول ٢٠٢١

يتشكّل النصّ المسرحيّ "أربعة وجوه لـ"غودو" ووجهان لـ"إلدا"، للناقد كمال أبو ديب، ضمن سياقات ومضامين وأشكال عدّة، يجتمع فيها العبثيّ بيكيت مع الملحميّ الواقعي بريخت، مع رمزيّة مشوبة بمقدار من الغنائية والشاعرية والشفافيّة على رغم القسوة. وهذه كلّها تلتقي لتقدّم عملاً دراميّاً بمواصفات وعناصر جماليّة وفكرية وفلسفيّة ولغويّة عالية القيمة، من ناقد قدّم الكثير في مجاله النقديّ، خصوصاً منذ عرفه جيل الستينيات وجيل السبعينيات من المثقفين والمبدعين العرب من خلال كتابَيه الأبرز "رؤى مقنّعة" و"جدليّة الخفاء والتجلّي: دراسات بنيوية في الشعر"، هذا فضلاً عن أعمال شعرية، وترجمات مميّزة، خصوصاً ترجمة كتاب "الاستشراق" للناقد والمفكر الفلسطيني الأميركيّ إدوارد سعيد

وسواء تعلّق الأمر بالشعر أو بنقد الشّعر، أو بهذا النصّ المسرحيّ، فإن كمال أبو ديب يُعنى إلى حدّ كبير بالصّورة، ذلك أنّها تعمل، وبحسب رؤيته لها "على مستويين من الفاعلية؛ هما المستوى النفسي والمستوى الدلالي، أو الوظيفة النفسية والوظيفة المعنوية". لذا نراه هنا، مع "غودو"، يركّز بشدّة، جنباً إلى جنب اللغة، على التصوير والمشهدية والحركة، حركة الجسد عموماً، وملامح الوجه وتفاصيله خصوصاً، لما لهذه الحركة من دلالات عميقة في رسم الشخصيّة وتعبيراتها بالكلمة والحركة