بين إدلبو وجلفار

(0)

"بين إدلبو وجلفار" ليست حكاية شاب يُسمى عبد الله (عبدو) حمل الوطن والأمل في حقيبة سفر وراح يغرد خارج سرب الوطن والأهل رغم كنزه البشري الكبير، إنما قد تكون أيضاً قصة كل شاب عربي (أنا وأنت وهو) تطلع ومازال إلى الهروب من حاضرٍ مأزوم في بلده الأم عبر نفق السفر إلى مكان آخر قد يجد فيه بصيصاً لسد الرمق ومجافاة الفقر وإثبات الذات ولو بعد حين.

"بين إدلبو وجلفار" ليست قضية ذاتية.. وليست قضية شاب عربي عشق السفر ثم احترق فيه، ولا هي قضية صغيرة نختزلها بسد الحاجة فقط.. إنما هي قضية بحجم حياتنا اليومية.. مسلسلها لم ينته، قضية كن أو لا تكون.. قد تتشابه هكذا قصص وقد تختلف ولكنها في النهاية تعود الى منشأ واحد وهدف واحد: الهروب من واقع صعب خوفاً من غدٍ أصعب.

من مفهوم أن سرد القصص ما زال وسيلة مهمة لنقل التجارب البشرية، جاءت فكرة كتابة "بين إدلبو وجلفار" فُرب قصة خير من ألف نصيحة.. نعم إنها قليلة في صفحاتها لكنها غنية في مدلولاتها، تحكى في فصولها السبعة بطريقة السرد بأسلوب المتكلم والمونولوج والتضمين، فراوية القصة هي حياة- زوجة بطل القصة ورفيقة دربه التي جاورته المسير جنباً إلى جنب على أشواك الحياة ورياحينها، وهي المراقب بعين المهتم والناصح طيلة الفترة الزمنية لأحداث الحكاية.

 

مزيد من القراءة