لالش .. بلاد لا تقبع على خرائط الحقد

(13)
بقلم: بدل رفو
التصنيف: شعر

لالش عالم بدل رفو ينطلق من دهوك ضمن اصدارات مركز لالش الثقافي الاجتماعي في دهوك \ كوردستان العراق ، يضم الديوان ٩٤ قصيدة من ادب المهجر بين دفتيه وبغلاف كارتوني سميك فني وقام الفنان هكار فندي بتصميم الغلاف والكتاب، كتبت قصائد الديوان في اوطان عديدة وضمت مدنا وشخصيات راحلة ومعابدا مقدسة واوطانا واقواما عاش الشاعر معهم خلال رحلاته وسفرياته في العالم بالاضافة الى العدد الكبير من القصائد كتبت خلال جائحة كورونا على ضفاف نهر مور في غراتس النمساوية وغابات النمسا وعلى جبال ومحطات قطارات النمسا وكذلك خيبات امل  تلقاها من تجارب الحياة..هذا الديوان يقع في ٣٢٠ صفحة ويعد نبعا للباحثين عن ادب المهجر وكذلك يعد هذا الاصدار رقم 19 من خلال مسيرة الشاعر الادبية المتنوعة

كتب مقدمة الكتاب الشاعر الكبير لطيف هلمت الذي يعد مرآة لكوردستان وشعرها للعالم ويقول عن الشاعر بدل رفو قائلا

فمثلما للسندباد البحري مع كل رحلة من رحلاته البحرية أقاصيص وحكايات ومغامرات مبهرة، هكذا لبدل رفو الشاعر والسفير الأوحد للشعر الكوردي، في منافي العالم قصص عشق لوطنه وشعبه في كل قصيدة من قصائده، التي تحلق بألف جناح وجناح في سموات الغربة والمنافي المختلفة!!

تبدأ قصائد بدل رفو بالبحث عن الوطن في منافي العالم ويظل يبحث عن الوطن في عيون المسافات ..في دروب المدن العتيقة ،الى ان تذوب الطرقات في صدر الأرض ..وقتها يتكأ على دموعه..!! يحاول الشاعر ان يغدو نقطة ثقل ولقاء ما بين كل الاوطان والمدن التي زارها خلال حياته ، فاحيانا يربط ابواب المدن العتيقة مثلا ابواب باب العين في شفشاون مع باب سنجار في الموصل واحيانا يكون مركز لقاء لمجانين العالم مثل خدرو في دهوك ومقسود في الشيخان ومجانين النمسا والموصل وشفشاون..المواضيع الانسانية تطرق ابواب عوالم اشعاره بغزارة، وحين تسيل ذكرياته وقتها تحتفي بطفولته في (الموصل) ،ونهارات (شفشاون) وكهوف ثورة (زاباتا) ،وجبال القوقاز وفي باريس اطياف (بياف) تراقص الشانزليزية وضفاف السين، يحاول الشاعر ان يستذكر ويثري قصائده بمشاهداته في العالم! يكتب الشاعر عن اطفال الكورد بانهم تغريدة حزن مثلما تعلم من اطفال الهند ويقارنهم باطفال كازاخستان والعالم ولذلك تاخذ الطفولة حيزا كبيرا من افكاره وربما لانه عاش طفولة قاسية ..الشاعر رفو قريب من وجع الفقراء ولذلك يغدو صوتا عاليا في مواجهة الطغاة ويظل صديقا للفقراء ويكتب عن صباغ الاحذية ، كتب وقال عن مدينة شفشاون مالم يكتب ويقل عن مدينة في الترحال.

بدل رفو شاعر يعيش مع المجانين والبسطاء والفقراء ويقول بانهم ارث الانسانية ويقول في قصيدته المجانين خلال زيارته لبلاد

لم ينس اصدقائه القدامى والذين رحلوا وودعو ا الحياة وكتب قصائدا رثائية ومنهم الشاعر صديق شرو وخيري هه زار وحافظ القاضي وعبدالغني علي يحيى وكذلك اهداءات للشعراء لطيف هلمت، للطفلة بائعة النرجس، الشاعر شريف اميدي، الفنان رزكار خوشناو وبالاضافة الى صوت الجبل فيروز اللبنانية ، بدل رفو الانسان تغنى بكل مدن العالم ، من الموصل الى دهوك ومرورا بفيينا وغراتس وتريست والبندقية وباريس وزار معابد الدنيا الهندوس في الهند والمايا والكنائس في المكسيك ولالش عند الايزديين والجامع الكبير في الماتا الكازاخية ويرى بان الانسانية هي دينه ويحب الجميع ولذلك قدر ان يكون صديق الجميع واخرون!

وفي قصيدته 2021 والتي تحمل رقما بانه يتمنى بأن يرجع يوما لبلاده الاولى وينثر عشقه المهاجر لجنة الوطن ويتمنى ان يصبح قنديلا ينير طرق العميان ودروب المجانين وهنا يطرح عودة معقدة للوطن وفلسفة في طرق العميان.

بدل رفو شاعر المنافي والمهجر والمدن العتيقة والطبيعة ولم يلهث يوما وراء الثروة والسلطة ولم يكن يوما من شعراء المديح ولذلك تراه على شواطئ الانهار والبحار ويقول تزوجت الحرية وعاشرت اسرار الحياة بامتياز ويتوق لاحاديث جدته وحنينه لوالدته ومدينة الموصل التي تركت اثرا كبيرا في حياته.