سيعود من بلد بعيد

(0)
التصنيف: شعر
الناشر: دار الأدهم
عام: 2019

ربما تكون المرة الأولى فى تاريخ الشعر العربى التى يقوم فيها شاعر بإصدار ديوان كامل تم كتابة كل قصائده لابنه المغترب، التجربة قام بها الشاعر محمد الشحات الذى يصدر له خلال أيام قليلة ديوان (سيعود من بلد بعيد) عن دار الأدهم للنشر والتوزيع ، وهو الديوان السابع عشر فى مسيرة إصدارات الشاعر الشعرية.

ويحفل الشعر العربى بقصائد فرادية كتبها شعراء لإبنائهم أمثال حطان بن المعلّى، ابن الرومى، أبو الحسن التهامى، أحمد شوفى، الأخطل الصغير، الصافى النجفى، بدوى الجبل، أبو فراس النطافى، كريم مرزة الأسدى، سليمان عيسى، أدونيس.
 
إلا أن الشحات وعبر الثمانية وعشرين قصيدة التى يضمها الديوان يكتبها لابنه المغترب وتتسع الدائرة لتشمل الحفيدة أيضا، ويسعى الشاعر خلال قصائد الديوان إلى مغازلة الابن بالحديث عن الوطن ومحاولة أن يربطه به هو وحفيدته.
 
 وتدور قصائد الديوان حول الاغتراب الخارجى للابن والاغتراب الداخلى للأب، ليلتقى اغترابهما فى حالة إنسانية نادرة، مفعمة بفيض من المشاعر والأحاسيس الفياضة والصادقة من محبة أبوية جارفة لابنه الغائب.
 
ومن أجواء قصائد الديوان سيعود من بلد بعيدْ/قلت انتظرْ/كيما أرتب بعض أشيائي/وأغلق كوّةَ القلب العنيدْ/ظل الحنين يدق فى جنباتها،/ليمرّ من أسوار صدرى ،/علّه يلقاك أول ما تهلْ.
 
وأيضا يقول الشحات فى احدى قصائدة بعضُ الفطائر فى انتظاركَ/وجهُ أمكَ/لم يزل يستقبل الليلاتِ بحثا عنك فى قصص الطفولةِ،ويقول أيضا عاد إلى غربته/فتفسخ قلبى وتناثر/وتدلى من محبسه/ شوقُ/كنت أحاول ألا ينفلت/فيفضحني/فأدق على أوردتي/كى لا أنفض ما قد علق بها/وأعاود غلق منافذها/حتى لا أبدو /نزوع الشوق/فأدورُ/ كى لا تهرب من عينى / ملامحكَ/وأنت تغادرُ.
 
ومن أجواء الديوان أيضا كنت احتبست بجوف عينى رجفتين من الوداعِ/لكى أركَ/إذا اكتويت بجمر أشواقى اليكْ . /ماذا حملتَ من اغترابكَ/هل تركتَ على الطريق من البحارِ/إلى البحارِ /صدى حنينك للوطنْ.