المسكوت عنه ((كاتبات عربيات يكسرن حاجز الصمت))

(0)
التصنيف: نقد
عام: 2025

شهدت ستينيات القرن العشرين ظهور موجة أدبية جديدة جاءت كرد فعل للتطورات التي اجتاحت العالم والتي تحولت فيها الفنون والآداب من حالة فقدان المعنى والصمت إلى حالة التمرد على الثقافة التقليدية والسعي نحو الحرية. عُرفت هذه الموجة "بأدب التمرد" الذي سعى كُتابه إلى الخروج عن المألوف والكتابة في القضايا المسكوت عنها.

وفي السياق الزمني نفسه تطور الأدب النسوي ليطرُق قضايا ظلت أيضًا من القضايا المسكوت عنها لسنوات طويلة حتى في ظل وجود الحركة النسوية واِزدهارها، فقد اقتحم الأدب النسوي جُدران الصمت من خلال التمرد على السلطة الأبوية التي اعتبرتها النسويات المسئولة عن حَجب إبداعات النساء والحد من حُريتهن ومُمارسة كل صور القهر تحت دعاوى ثقافية كان على النساء أن تخضع لها.

نما أدب التمرد النسوي مع نمو الحركة النسوية ومع تغير السياق الاجتماعي الثقافي في مُجتمعات عدة. فثمةً علاقة معرفية وتاريخية بين النسوية والأدب تبلورت فيما يُعرف "بالأدب النسوي" الذي ظهر من خلال الأعمال الأدبية المُختلفة التي عبرت من خلالها النسويات في مُختلف أنحاء العالم عن واقعهن وتجاربهن، ورغبتهن في الحصول على الحرية والمساواة. لذا لم تقتصر الأعمال الأدبية النسوية على عرض التجارب والخبرات الذاتية للنساء فحسب، بل عملت على نقد الأوضاع الاجتماعية في تلك المُجتمعات وقد أثرت حركة النقد الاجتماعي النسوي هذه على الدراسات الأدبية والأكاديمية في العديد من المُجتمعات ،وإذا انتقلنا من السياق العالمي إلى مُجتمعاتنا العربية، نجد أن المرأة العربية قد اتخذت من الكتابة النسوية وسيلةً لمُمارسة التمرد على الأوضاع السائدة في المُجتمع وجهرت بهذا دون تردد ولا خوف فقد كان الهدف الأول من الكتابة هو هدم حائط الخوف،ومواجهة السلطة الذكورية التي تحد من دورها في المُجتمع ، لذا جاءت كتابتها لاذعة وشرسة في مُحاولة لاستعادة مكانتها التي سلبت منها

وقد ساعد على قبول هذا النوع من الأدب ظهور "فن الرواية" في البلدان العربية، هذا الفن الذي مارست من خلاله الكَاتبات العربيات التمرد بقوة من خلال الأعمال