العزلة ليست هي الوحدة

(0)
التصنيف: روايات
عام: 2021

"يمثل وباء كورونا الديستوبيا في أنصع تجلياتها، ففجأة وجدت البشرية نفسها في كابوس، طوفان عارم يجرفها باتجاه نهاية تبدو كأنها حتمية، ولا نجاة منه إلا بإحكام العزلة، ويا لها من مفارقة، يمسك الفيروس بتلابيب البشر كلهم في شمال العالم وجنوبه، في شرقه وغربه، يجمعهم في قبضته، وفي نفس الوقت يجبرهم على العزلة، يُلزمهم بأن يحيا كل منهم بمفرده، من دون أن يكون وحيداً، فالعزلة - حتى إن لم تكن خياراً شخصياً - لا تعني الوحدة، إذ الوحدة شعور مؤلم، يعني افتقاد (الونس)، والحاجة إلى شريك، وأنك مقطوع عن الآخرين، أو رافض لهم أو مشغول عنهم، فالوحدة كما يقول أستاذ التاريخ الاجتماعي ديفيد فنسنت في دراسته عن تاريخ العزلة، هي عزلة فاشلة".

 واختار شلتوت لكتابه أربعين قراءة تمثل بعض ثمار العزلة التي اعتبرها ناجحة إلى حد ما.، فمثلاً يقول عن رسائل دوستويفسكي إنها لا تخلو من قيمة تاريخية خاصة بما تتيحه من معلومات عن الأوضاع الاقتصادية والسياسية التي كانت تحيط به والمصاعب التي كان يكتب تحت ضغطها
أما إرنست هيمنغواي فقد كان مدركاً تماماً الفارق بين كتابة الأديب عن ذاته وتعريته لذاته في اليوميات والرسائل
أما رسائل لوكاتش فتكشف عن تحوله من المثالية إلى الاغتراب، وتوضح ميله الدائم لمراجعة أفكاره،أوروبا، وتأثر هو بها شخصياً،
وعن المشتركات المحتملة بين العلم والفن يعرض لكتاب "أينشتاين... بيكاسو... المكان والزمان والجمال الذي ينشر الفوضى"، حيث يجد مؤلفه آرثر آي ميللر بينهما توافقات ترتقي لتكون تشابهات غريبة وقابلة للتوثيق بين إبداع الرجلين، والحياة الشخصية والحياة العلمية لكل منهما، كذلك فالتناظرات بينهما خصوصاً في خلال أول 15 سنة في القرن العشرين تظهر بجلاء النقاط المشتركة في تفكيرهما، كما تبين طبيعة الإبداع العلمي والفني، بما يتيح الوقوف على الحدود المشتركة للفن والعلم. بل إن التشابهات والتباينات في الحياة الشخصية لكل من بيكاسو وأينشتاين، تعكس الوسط الفكري والاجتماعي الذي كان سائداً لكليهما في ذلك الوقت.
أما عالم النفس الأميركي، سكيب داين يونغ، ففي كتابه "السينما وعلم النفس: علاقة لا تنتهي"، يتعامل مع الأفلام على أنها رموز ذات معنى؛ يخلقها صُنَّاع الأفلام، ويستقبلها الجمهور، فهو يرى أن الأفلام نوافذ تطل على عالَم السلوك البشري أو مرايا عاكسة له، فيمكن عبر الاندماج في الأفلام، رؤية التطور الفردي أثناء حدوثه. هنا يُصبِح الفيلم مسرحاً تُعرَض عليه الكينونات النفسية.
أما الكتب التي تناولت الفن فعديدة، ومنها الكتاب الموسوعي الأشهر "قصة الفن" للباحث البريطاني الجنسية "إرنست جومبرتش"، فهو المرجع الرئيسي لمن يريد معرفة كيفية تطور فنون العالم.

مزيد من القراءة