البومة السوداء لخليل الجيزاوي
صدرت رواية البومة السوداء للكاتب الروائي خليل الجيزاوي عن سلسلة إبداعات عربية عن دائرة الثقافة بالشارقة الإمارات العربية سبتمبر 2021، وهي الرواية الثامنة في مشروع الجيزاوي الروائي، وقَدَّمَ الدكتور عمر عبد العزيز الرواية بكلمة نقدية قائلا: السردية الماثلة بعنوان (البومة السوداء) للسارد الكاتب خليل الجيزاوي، تنتمي إلى عالم الرواية (السير ذاتية)، والتي سلَّم السارد العليم قيادها لسيرة جدته، واستتباعاً لعائلته، مُمازجًا بين السيرة والرواية البوليفونية متعددة الأصوات مُتابعاً رصد سيرة العائلة الريفية بتسلسل ناعم، وتكشُّفات نابشة لمعقول اللا معقول في عالم الوعي والوجود، المُوازيين لعالمي اللاشعور النفسي والغرائبية الوجودية، المُتَّصلتين بالثقافة التاريخية القادمة من العلاقة العضوية بالماورائيات، بشقيها الحميد وغير الحميد، في معادلة تلك المنظومة من السير المتداخلة، ينتصب الموت كما لو أنه مشروع حياة تنقطع لتؤذن بسفر نحو حياة موازية.. سفر نحو الغياب، لقد تجلَّت هذه الفكرة المركزية في معادلتي الموت والحياة منذ الموروثات الثقافية التاريخية الأقدم، واكتست طابعها الأميز في الثقافة الإسلامية التي تستقرئ الحضور في الغياب والعكس بالعكس، في نص الرواية العديد من المحطات المهمة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: استحضار الأدوار المهمة للكائنات المختلفة، ومثالها الكلب "عنتر" الذي يُباشر دوره اليومي بوصفِهِ حَامي حِمَى دواجن المنزل من هجمات الثعالب المنتشرة في البراري القريبة، كما يستحضر المؤلف لمحات وامضة من الآداب التدوينية ذات الصلة بالآداب الماورائية، دونما تردد في توظيف نصوص دالة، والاستغوار فيها، وخاصة النصوص القرآنية والأدعية والأوراد الصوفية والطلمسات، مع إمعان في السرد الواقعي بالتوازي مع المتغيرات التي شملت الريف المصري بعد انعطافة يوليو لعام 1952، وما اتصل بها من قوانين جديد للملكية، وانعكاساتها المؤكدة على العلاقة بين الأرض والإنسان، يقرن السارد طمأنينة الماضي التاريخي في أرض الزراعة الممتدة على ضفاف النيل، إلى سيادة الاسترخاء في أحضان الأصول الموروثة من تواريخ الإسلام السُنِّي الأشعري المُتصوف؛ ولكن دون مباشرة في الخطاب، كما يرى في المُتغيرات التي تلت سقوط النظام الملكي ضرورة موضوعية نابعة من التحولات الجبرية في التاريخ الإنساني التي طالما وقف عندها علماء التاريخ الكبار، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر: ابن خلدون وجوستاف لوبون وكارل ماركس، يقدم لنا الروائي خليل الجيزاوي سيرة ذاتية مُتناغمة مع نص روائي بوليفوني مُتعدد الأصوات، فيما يُعيدُ إلى الأذهان تلك المحطات السردية العربية المُعاصرة التي طالما اتصلت بالريف والمدينة، وفي المقدمة منها نصوص محمد عبد الحليم عبد الله الريفية، ونصوص نجيب محفوظ المدينية، ولا أزعم هنا أن ما سطَّره الجيزاوي إحياءٌ نمطيٌّ لتلك النصوص الباذخة، بل هو مزيد من الحفر الباحث عن مكنونات العلاقة بين الريف والمدينة، واتصالاً بذلك العلاقة بين الأنا الساردة والوسط المحيط.
مزيد من القراءة
فعاليات
مناقشة رواية النباتية لهان كانج الحاصلة على جائزة نوبل للأدب
نوفمبر 08, 2024
تمت منااقشة رواية النباتية يوم الجمعة 8 نوفمبر 202...
Art Auction: Support Palestinian Families in Gaza
أكتوبر 18 - 20, 2024
Join us on October 18th for Art for Aid, an online...
مناقشة نصف شمس صفراء لشيماماندا نجوزي أديتشي
سبتمبر 28, 2024
تمت مناقشة رواية نصف شمس صفراء للكاتبة النيجيرية ش...
إدوارد سعيد: الثقافة والإمبريالية
يوليو 27, 2024
تمت مناقشة كتاب الثقافة والإمبريالية لادوارد سعيد...