زكريا تامر

سوريا

زكريا تامر أديب وصحفي وكاتب قصص قصيرة ، ولد بدمشق عام 1931 ، واضطر إلى ترك الدراسة عام 1944 ، وبدأ كتابة القصة عام 1958 ، وكتب ايضاً المقالة القصيرة الانتقادية وقصص الاطفال، ويقيم في بريطانيا منذ عام 1981. ساهم زكريا تامر في تأسيس اتحاد الكتاب بسوريا في اواخر عام 1969 وكان رئيسا للجنة سيناريوهات افلام القطاع الخاص في مؤسسة السينما في سوريا. شارك في مؤتمرات وندوات عقدت في بقاع شتى من العالم. وكان رئيسا للجنة التحكيم في المسابقة القصصية التي اجرتها جريدة تشرين السورية عام 1981، والمسابقة التي اجرتها جامعة اللاذقية عام 1979، وكان عضوا بلجنة المسابقة القصصية بمجلة التضامن بلندن . بدأ زكريا تامر حياته حدادا في معمل انطلق من حي ((البحصة)) في دمشق .

مسيرة زكريا تامر
ولد في توقيت كانت سوريا خلاله ترزح تحت الانتداب الفرنسي. وبسبب ظروف عائلته اضطر لمغادرة المدرسة وهو بعمر ثلاثة عشر عاما، ليعمل حدادا ثم في مهن مختلفة وذلك ما بين 1944 حتى 1960. وشجعته صلاته بالمثقفين ليتابع تعليمه في مدرسة مسائية، وبمبادرة شخصية عكف على دراسة مكثفة للأدب العربي والعالمي. تزامنت تلك السنوات من عمله الحرفي المجهد مع مرحلة استقلال البلاد  عام 1946 وما صاحبها من تفاؤل وأمل. تتصف هذه المرحلة في سوريا بالاضطراب السياسي، فقد تخللها عدة انقلابات عسكرية من جهة وانتشار فكرة الوحدة العربية من طرف آخر، وقاد ذلك لوحدة مؤقتة بين سوريا ومصر ابتداء من 1958 وحتى 1961. باشر تامر بالكتابة عام 1957. حازت أولى مجموعاته من القصص القصيرة، وهي “صهيل الجواد الأبيض”، باهتمام منقطع النظير فور صدورها عام 1960. أسس تامر لنفسه مباشرة صوتا جديدا ومستقلا في حقل القصة العربية القصيرة. ومنذ هذا العام وما تبعه كرس وقته للكتابة سواء للتأليف أو للمشاركة في الصحف ووسائل الإعلام والمؤسسات المتعددة.  وبالضرورة تورط بالأزمة التي تواجه أي مثقف في دولة غير ديمقراطية وشمولية: وبسبب ضغط الحاجة الماسة لكسب القوت – على الأقل مرحليا- وعلى أمل تحقيق تغيير من داخل المؤسسة، اختار أن يعمل في الحقل الثقافي الذي يديره جهاز الدولة، ولكنه لم يهادن وأخذ موقفا ناقدا من كل تصرف قمعي ارتكبته الأنظمة المتعاقبة. وكان عمله بين 1960 وحتى 1963 في مديرية النشر والترجمة التابعة لوزارة الثقافة. في عام 1963 صدرت مجموعته الثانية “ربيع في الرماد” بتمويل من برنامج النشر في الوزارة. وفي نفس السنة قام حزب البعث بانقلابه وقبض على زمام السلطة في سوريا. وهو حزب يسعى في سبيل الوحدة العربية والحرية والاشتراكية. ثم استبدل النظام البرلماني بـ  “جمهورية شعبية” حسب النموذج المتبع في أوروبا الشرقية، وكان في الحقيقة مجرد دكتاتورية عسكرية مقنعة. فقد تم تطبيق نظام اقتصادي اشتراكي، رافقه إصلاحات زراعية، وتأميم للاستثمارات. شغل تامر في هذه السنوات الساخنة منصب رئيس تحرير مجلة أسبوعية هي “الموقف العربي”، وعمل أيضا بصفة كاتب سيناريو لفترة قصيرة مع تلفزيون جدة في السعودية العربية، ثم أصبح في النهاية عضوا في لجنة رقابة النصوص التابع  لوزارة الإعلام السوري. ولكن صدمة الهزيمة السياسية والعسكرية التي ألحقتها إسرائيل بالعرب في حرب حزيران 1967 وضعت سوريا في أزمة عميقة، وتطلب ذلك منها إجراء دراسة شاملة ونقد ذاتي. في حالة تامر انعكس هذا الاتجاه النقدي على قصصه، وعبر عنه في مجموعة بعنوان “الرعد” 1970. وبين هذين التاريخين، 1967 و1970، عمل تامر في تلفزيون الدولة السورية بصفة مدير قسم الدراما. ومع أن حكم الرئيس حافظ الأسد (1970-2000) وفر حياة ليبرالية محدودة ونموا اقتصاديا متواضعا، تابع جهاز الشرطة السرية أسلوبه القمعي دون ضوابط. شارك تامر في تأسيس اتحاد كتاب سوريا عام 1969، وتقلد مركز نائب الرئيس، ومدير تحرير مجلته الرسمية “الموقف الأدبي” وذلك لفترة محدودة بين 1973 و1975. وقد أصدر ضمن البرنامج الأدبي للاتحاد مجموعته القصصية الثالثة (المذكورة سابقا وهي “الرعد”) والرابعة (“دمشق الحرائق” 1973). لكن صدرت مجموعته الخامسة “النمور في اليوم العاشر” 1978 في بيروت، وكانت بيروت  بخلاف سوريا، جنة لحرية التعبير، حتى أثناء سنوات الحرب الأهلية. تقلد تامر، رغم تحفظاته الجريئة بخصوص الخط السياسي الذي اتبعه النظام، مركز رئيس تحرير مجلة “المعرفة”، وهي مطبوعة ثقافية وفلسفية تصدرها وزارة الثقافة في سوريا.
وكان أحد رواد أدب الأطفال طيلة حياته، وقد كتب عددا كبيرا من قصص الأطفال، ومن 1970  وحتى 1971 ساهم بنشر مجلة للصغار هي “رافع” الأسبوعية. وبين 1975 و1977 عمل رئيسا لتحرير مجلة “أسامة” الخاصة باليافعين.
بين 1979 و1980 جرت سلسلة اغتيالات لشخصيات رفيعة المستوى من حزب البعث. واتهم حزب الإخوان المسلمين حينها بشن هذه الحملة المنظمة، وتبع ذلك اتخاذ الدولة لإجراءات صارمة.  في تلك السنوات وجد تامر نفسه جاهزا لمغادرة سوريا مثل عدد كبير من النخبة المثقفة. وقد سافر إلى لندن عام 1981. ومنذ التسعينات وهو يقيم في أكسفورد، وقد عمل هناك بصفة كاتب وصحافي حر، وخدم عدة صحف ومجلات عربية. وأحيانا شارك بتحرير مجلات ثقافية تصدر في بريطانيا. شهدت التسعينات مرحلة إبداع مثمر ثانية. وبغضون أحد عشر عاما نشر – باللغة العربية – خمس مجموعات قصص هي على التوالي: نداء نوح 1994 سنضحك  1988، الحصرم 2000، تكسير ركب 2002، والقنفذ 2005. وفي عام 2001 تلقى عن أعماله الإبداعية جائزة سلطان عويس للثقافة التي تمنحها أبو ظبي. في عام 2002 الميدالية السورية للتميز من الدرجة الأولى. وفي عام 2009 حصد الجائزة الأدبية العالمية بلو ميتروبوليس مونتريال، وكذلك الجائزة الأولى للقصة العربية القصيرة.

من اعماله
الأعمال القصصية
صهيل الجواد الأبيض، الطبعة الأولى، دار مجلة شعر، بيروت، 1960.
ربيع في الرماد، الطبعة الأولى، مكتبة النوري، دمشق، 1963.
الرعد، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1970.
دمشق الحرائق، مكتبة النوري، 1973.
النمور في اليوم العاشر، دار الآداب، بيروت، 1978.
نداء نوح، دار رياض الريس، لندن، 1994.
سنضحك، دار رياض الريس، بيروت، 1998.
الحصرم، دار رياض الريس، بيروت، 2000.
تكسير ركب، دار رياض الريس، بيروت، 2002.
القنفذ، دار رياض الريس، بيروت، 2005.
أرض الويل. دار جداول، 2015.
ندم الحصان، 2018.

قصص للأطفال

    الحمامة البيضاء. 1975.
    البيت. 1975.
    الأولاد يضحكون. 1975.
    لماذا سكت النهر، وزارة الثقافة، دمشق، 1977.

    قالت الوردة للسنونو، اتحاد الكتاب العرب، دمشق، 1977.
    بيت للورقة البيضاء. 1977.
    نصائح مهملة. عشرون قصة للأطفال. 2010.
    37 قصة للأطفال نُشِرَت في كتيبات مصوّرَة، 2000