نيفين يسري

مصر

ولـدت نـيـفـيـن يـسـرى فـى واشـنـطـن سـنـة 1924 حـيـث كـان والـدهـا سـيـف الله بـاشـا يـسـرى يـشـغـل مـنـصـب وزيـر مـصـر الـمُـفـوّض (سـفـيـر) لـدى الـولايـات الـمـتـحـدة الأمـريـكـيـة فـى عـهـد الـمـلـك فـؤاد.
وانـتـقـلـت الأسـرة فـى نـفـس الـسـنـة إلـى بـرلـيـن حـيـث شـغـل والـدهـا مـنـصـب سـفـيـر مـصـر لـدى ألـمـانـيـا.
بـعـدهـا بـحـوالـى ثـلاث سـنـوات اسـتـقـال والـدهـا مـن وزارة الـخـارجـيـة وعـاشـت الأسـرة فـى فـرنـسـا حـتـى سـنـة 1936 حـيـث عـادت إلـى مـصـر.
والـدتـهـا الأمـيـرة زيـنـب إبـراهـيـم حـلـمـى حـفـيـدة الـخـديـوى إسـمـاعـيـل وقـد ربـت ابـنـتـهـا تـربـيـة شـرقـيـة صـارمـة هَـيّـأت الـمـؤلـفـة لـلـصـمـود أمـام ضـربـات الـحـيـاة الـقـاسـيـة.
وقـد شـهـدت الـمـؤلـفـة الـحـيـاة الـمـلـكـيـة فـى مـصـر مـن الـداخـل بـمـا فـيـهـا مـن إيـجـابـيـات وسـلـبـيـات ، وهـى تـنـتـمـى لـذلـك الـجـيـل الـذى كـان يـحـكـمـه بـروتـوكـول مـتـشـدد فـى الـقـيـام بـالـواجـب وفـى الالـتـزام بـأصـول الأدب الـرفـيـع والـلـبـاقـة والالـتـزام بـالـقـانـون والـنـظـام الـعـام فـى الـسـر والـعـلـن واحـتـرام الـغـيـر بـغـض الـنـظـر عـن مـقـامـه.

قسمة - القدر العجيب لمحمد علي باشا الكبير مؤسس مصر الحديثة
وكـتـاب "قـسـمـة" هـذا بـمـثـابـة تـنـهـد أو شـهـيـق حـسـرة عـلـى مـاضٍ وقـور قـد ذهـب وتـبـدل بـفـجـوة مـرعـبـة فـى الـقـيـم والـمُـثـُل وتـدهـوُر فـى الـنـظـام الـعـام وفـى الـقـانـون.
والـمـؤلـفـة الآن جـدة لـثـلاثـة أحـفـاد ، تـحـاول أن تـزرع فـيـهـم قـيـمـًا ومـبـادئ انـدثـرت فـى عـالـم حـديـث ومـتـقـدم تـكـنـولـوجـيـًا... فـقـد صـوابـه وضـل الـطـريـق ، جـعـل مـن الـحـق بـاطـلاً وجـعـل مـن الـبـاطـل حـقـًا.

فـى نـوفـمـبـر 2004 اكـتـشـفـت نـيـفـيـن يـسـرى أنـهـا مـصـابـة بـورم خـبـيـث فـى الـرئـة وأصـرّت عـلـى مـعـرفـة حـقـيـقـة حـالـتـهـا فـعـلـمـت أنـهـا مـسـألـة سـتـة شهـور.

وكـعـادتـهـا تـلـقـت نـيـفـيـن يـسـرى الـصـدمـة كـالـجـبـل... وظـلـت صـامدة حـتـى أخـر لـحـظـة ، تـواسـى كـل الـذيـن أحـبـوهـا واضـطـربـوا لـحـالـتـهـا وتـرفـع مـن مـعـنـاويـاتـهـم.

وفـى الـحـادى عـشـر مـن مـايـو 2005 جـاءت لـحـظـة الـحـق خـاطـفـة كـالـبـرق بـدون مـقـدمـات لـيـرحـم بـهـا الـرحـمـن الـرحـيـم تـلـك الـسـيـدة الـعـظـيـمـة قـبـل أن يـصـيـبـهـا ويـلات عـذب ألـيـم ، وسـبـحـان الله فـى قـولـه تـعـالـى:

إن الـذيـن قـالـوا ربَـنـا اللهُ ثـم اسـتـقـامـوا
تـتـنـزلُ عـلـيـهـمُ الـمـَلائـكـة ألا تـخـافـوا ولا تـحـزنـوا
وأبـشِـروا بـالـجـنـةِ الـتـى كـنـتـم تـُـوعَـدون
نـحـن أولـيـاؤُكـم فـى الـحـيـاةِ الـدنـيـا وفـى الآخـرةِ
ولـكـم فـيـهـا مـا تـشـتـهـى أنـفـُسـُكـم ولـكـم فـيـهـا مـا تـَدَّعـون
نـُزُلاً مـن غـفـورٍ رحـيـمٍ

ربِ هـب لـى حـكـمـًا وألـحـقـنـى بـالـصـالـحـيـن
واجـعـل لـى لـسـان صـدقٍ فـى الأخِـريـن
واجـعـلـنـى مـن ورثـةِ جـنـةِ الـنـعـيـمِ

يـأيـتـُهـا الـنـفـسُ الـمـطـمـئـنـة
ارجـعـى إلـى ربـك راضـيـة مـرضـيـة
فـادخـلـى فـى عـبـادى وادخـلـى جـنـتـى
صـدق الله العـظـيـم