محمّد العرفي

مصر

محمّد العرفي
كاتب وروائي مصري
من مواليد المنصورة-جمهورية مصر العربية- 2/7/1985
المشرف العام لموقع مقهى الساخرين
نشرت نصوصه والعديد من أعماله في الدوريات الأدبية والمجلات
أكسجين-لون الماء-الجسر-أدب فن- مجلة أقلام ثقافية-جريدة البشاير-جريدة القدس العربي
صدر له:
حديث جانبي-نصوص

تحت الطبع:
النداهة-رواية
آلام محمد-رواية

البريد الإلكتروني: al3arafy@hotmail.com

من أبداع الكاتب (حديث جانبي)
غياب

..وغريب شق معطفه
أخذ قلبه وملامح وجهه
تدفأ قليلا
نفث من سيجارته
وظل يوسوس له أنهما واحدا

كان يعد النجوم فوق رأسه
حتى تطاول البنيان من حوله
كان يعد خطواته لبيت حبيبته
حتى تزوجت هي الأخرى
كان دقيقا ويعد كل شيء!

يشاكسه ويصدق الآخر:
أنت تمزح..
علم بلدنا عليه ببّغاء؟!

ستعود..
لحبيبة لا تنتظر رجوعك بفارغ الصبر
لأهل بكوا عليك حتى جفت مدامعهم
لأصدقاء احتسبوك في عداد الموتى
لوطن يهبك اسمه فقط
وأب ما عاد يذكر ملامح ابنه
لسقط متاع وأنياب وحشة

كنتِ على حق يا أمي
أبي يشبهني كثيرا

سيبكون عليكِ يوما أو اثنين
ويشقون عليكِ أثوابهم البالية
وينصرفون لدنياهم بدونك
إلا أنا لن أنساكِ يا نورا

البرد يعصف بعظامي يا أمي
والطريق جليد
خبري النسوة اللاتي استغربن غيابي:
أبي قطع من كفه خبرة
ولم يقطع من جيبه شيء

مازال يقول ساخرا:
أنتم تحجزون بقلبي مساحة حذاء

أصدقاء المقهى كما هم
الشيب يهزأ برءوسنا
وصورتك مازالت في جيبي

زوجك كريم وشهم
كنت أظنه سيبارك حبنا

يقول لي أنت قلبك مليء بالظلام
وقلبي لو تعلمون مسكن للأحزان
به من النور ما يكفي ليظل نابضا
به شجرة وارفة، وكتّاب وشيخ

من سيشيع جنازة الروح
هل نستأجر بواكينا..
ونقتطع لهم من أكفاننا مناديل الوداع
أم نبكي على أنفسنا حتى الموت

بكيت كل غائب، لكني وجدت الله حاضرا