شاعر مغربي، من أهم شعراء الحداثة في العالم العربي. ولد سنة 1948 في مدينة فاس، حيث تابع دراسته الجامعية في كلية الآداب، ثم دراسته العليا في كلية الآداب بالرباط التي حصل فيها على دكتوراة الدواة في الشعر العربي الحديث. نشر قصائده الأولى سنة 1968، وأصدر ديوانه الأول “ما قبل الكلام” سنة 1969. أسس في 1974 مجلة “الثقافة الجديدة”، التي لعبت دوراً حيوياً في تحديث الثقافة المغربية، وقد تم منعها من طرف وزارة الداخلية في 25 يناير 1984، على إثر أحداث الدار البيضاء وعموم المغرب. وفي مواجهته للمنع، ساهم في تأسيس دار توبقال للنشر سنة 1985، التي وضعت أسس تحديث الكتاب المغربي وانفتاح النشر المغربي على الصعيدين العربي والدولي، وكان في 1996 من مؤسسي “بيت الشعر في المغرب” الذي أصبح رئيساً له لثلاث فترات رئاسية حتى 2003. وجه سنة 1998 نداء إلى اليونسكو لإعلان يوم عالمي للشعر، استجابت له اليونسكو في نوفمبر 1999 وأقرت 21 مارس يوما عالميا للشعر. غادر فاس في نوفمبر 1972 للإقامة والعمل أستاذاً للعربية بثانوية ابن ياسين في المحمدية، ثم انتقل للعمل أستاذاً للشعر العربي الحديث في جامعة محمد الخامس بالرباط من 1980 حتى 2016. وهو الآن متفرغ للكتابة ولا يزال يقيم في المحمدية.
نشر في صحف ومجلات مغربية وعربية، وخاصة في بيروت. ونشر أكثر من أربعين كتاباً، منها خمسة عشر ديواناً شعرياً، والأعمال الشعرية (في مجلدين)، ومختارات شعرية، ونصوصاً، ودراسة عن الشعر المغربي المعاصر وأخرى عن الشعر العربي الحديث (في أربعة مجلدات)، والأعمال النثرية (في خمسة مجلدات) ومترجمات وأعمالاً مع فنانين من المغرب والعالم العربي وفرنسا وأمريكا واليابان، في صيغة كتب وحقائب فنية.
شارك في مهرجانات شعرية وندوات ثقافية عربية ودولية، كما تمت ترجمة شعره إلى العديد من اللغات. نشر في صحف مجلات، وساهم في أنتولوجيات عبر العالم، وصدرت له أعمال شعرية مترجمة إلى كل من الفرنسية والإسبانية والألمانية والإيطالية والتركية والصينية والمقدونية.
نال “جائزة المغرب الكبرى للكتاب” سنة 1993، ثم “جائزة الأطلس الكبير” للترجمة سنة 2000، و”جائزة كالوبيتزاتي لأدب البحر الأبيض المتوسط” من إيطاليا سنة 2006، و”جائزة فيرونيا العالمية للآداب” بإيطاليا في يوليوز 2007، و”جائزة العويس” في دبي عن أعماله الشعرية في2007، و”الجائزة المغاربية للثقافة” من تونس في 2010، و”جائزة تشيبو العالمية للآداب” من إيطاليا، و”جائزة ماكس جاكوب” الفرنسية لشاعر أجنبي سنة 2014، و”جائزة الإبداع العربي” من المنتدى الثقافي اللباناني بباريس 2018.
وشحته الجمهورية الفرنسية بوسام من رتبة فارس الفنون والآداب في 31 أكتوبر 2002، كما وشحه رئيس الدولة الفلسطينية محمود عباس بوسام الثقافة والفنون من مستوى الإبداع في 7 مارس 2017. وهو عضو شرفي في الجمعية العالمية للهايكو في اليابان، وعضو الهيئة العلمية لجائزة الشيخ زايد للكتاب في أبو ظبي.
صدرت دراسات نقدية عن أعماله في كل من العربية والفرنسية والإنجليزية والإسبانية والإيطالية، كما صدرت مؤلفات بالعربية. كتب عنه الشاعر الفرنسي برنار نويل : “إلى جانب أدونيس ومحمود درويش، أنشأ محمد بنيس عملاً لا يدين فيه إلا للبحث الصبور عن أصالته الخاصة ليصبح نموذجاً داخل اللغة العربية، وقد أصبح الآن يحمل مستقبلاً هو ما يجعل منه عملا تأسيسياً.”