قبو صحراوي كبير سرّي

عندما أخبرهم عن رغبته في الاستفهام عن سرّ ظهورهم الدائم له – دون غيره من سجناء القبو المنسيين- في تلك الظهيرة الحارقة من تموز، قبالة ذلك الشباك الحديد المحكم الصغير، ومحاولته الفاشلة المتكررة في أن يسير تجاههم بروحه الفائضة في كل مرة، وهو يراهم من خلل الكوة المزدانة بقضبان الحديد الصدئة الوحيدة المطلة على الصحراء، ثم مناداتهم بصوته المبحوح: قفوا لنتكلم قليلا! لماذا أنتم مسرعون هكذا دائما؟ لكنهم لم يتوقفوا عن السير ولو للحظة واحدة، فقد كانوا يواصلون رحلتهم كعادتهم نحو الجنوب المغبر في سير بطيء غامض لم ير مثله إلا في سينما الأسود والأبيض البطيئة حيث تسري في جسده قشعريرة متواصلة كلما اختفوا وسط الصحراء من جديد؛ عندما اخبرهم بذلك قهقهوا طويلا ولم يجيبوا بشيء قط. ثم قهقه هو الآخر معهم على سبيل المزحة.
ولحظة خرج بروحه وسار معهم – ذات نهار وردي داكن آخر- بدا كلّ شيء في غاية الطبيعية فما حدث ما هو إلا واحدة من أكاذيبه المسطرة على نفسه وعلى الآخرين: سرت معهم صفا بصف وكلمتهم عن نهاية العالم ونهايتي؛ لكن أحدا منهم لم يحدثني بكلمة واحدة وهذا سرّ مأساتي. لم يكن يعرف سرّ ظهورهم له – في هذا المكان النائي والسري- وحده من دون تلك الكائنات التي حشرت معه: يقال إن معنا سرداب خاص للنساء وقد سمعت ذلك مرارا منذ عشرين عاما – أي بعد خمس سنوات من قيام انقلاب 1968- لكن دليلا واحدا لم يتوافر لي. وهكذا كان ينظر إلى الجماعات المشتتة في ذلك القبو الصحراوي السري الذي لم يدون وضعه في أية أوراق رسمية على حدّ علمه. وكان من دون جميع النزلاء القابعين معه يرى تلك الرؤية من خلال تلك الغرف الضيقة قبالة الصحراء المترامية التي أصبحت تكون بالنسبة له نهاية للعالم: سأموت هنا حتما. هكذا قالت لي جماعة (حنين) لكني لا ادري لمَ لمْ يعدمونني طوال هذه المدة؟! ربما وضعت للتسلية فقط أو للتذكير.. من يدري؟
هل سبق لكم أن رأيتم نهاية العالم؟ ها هي تمتعوا برؤاكم إن كنتم راغبين: رآهم وهم يغادرون وسط عواصف مروعة من الغبار الصحراوي الأحمر المائل للاصفرار، حاملين ذلك التابوت المغطى ببساط عرب كالح وكانوا رجالا مشعثي الرؤوس محنيي الظهور ونساء سود متربات كأنما الجميع أشواك برية متمايلة، من الصعب تمييز الرجال عن النساء كما أنهم لم يكونوا يسحبون معهم أي أطفال – ربما دفنوهم جميعا أثناء هذه الرحلة المضنية: من يدري إلى أي مكان هم ذاهبون ومن أي مكان قدموا؟ النساء المتلفعات بالسواد لا يكاد يرى منهن قلامة ظفر، وعويل مختلط لا ينتهي، وهم يسيرون بتؤدة نحو مغيب الشمس في ذلك النهار العاصف الثقيل.
حاول أن يفهم – ولو قليلا – تلك الحركة البطيئة لهم التي ذكرته بأفلام بدايات السينما، لكنه لم يفلح فقد كان يعلم جيدا انه لا يستطيع إخبار أي احد عما يرى: من أنتم؟ أأنتم من الأنس أم الجن؟ أأنتم أحياء، حقيقيون مثلنا بلحم ودم!؟ ولم تظهرون لي وحدي من دون زملائي الآخرين؟ لم يخبر عنكم أي احد هنا لماذا أنا؟ وليس ثمة احد من السجناء أشار لوجودكم مرة واحدة ولو من طرف خفي مذ ظهرتم لي؟! ولذلك فقد كتمت سرّكم دائما عن الجميع مثلما كتمت مئات الأسرار الأخر في صدري الذي لم يعد يستطيع تحمل المزيد منها: وهاهو سرّ أخر احتفظ به وربما يكون السرّ الأخير فمن يدري كيف سأخرج من هنا بعد ربع قرن من الحبس والحبس الانفرادي؟ وهاهم يقتربون من الشباك قليلا قليلا – هذه المرة- ثم يعاودون الالتواء نحو الجنوب مرة جديد في مشهد جنائزي يذكر بمسرحيات (بانتومايم) غير معدة جيدا. ثم بدت الجماعة السائرة مثل سراب ظهيرة متصل لا نهاية له. أيمكن أن يكون مجرد سراب؟
زملائي السجناء الفضوليون بدأوا يشكون في سرّ وقوفي أمام ذلك الشباك الصغير طوال الوقت. من الصعب تفسير ذلك بالنسبة لهم: إنهم ولوعون بكلّ ما يحدث لي منذ ربع قرن وهم يحاولون الاستيلاء على أسراري. كانوا يريدون معرفة كلّ شيء عني وعن كلّ واحد هنا فهذه تسليتهم الوحيدة في العزلة الصحراوية: يراقبون بعضهم بعضا طوال الوقت، ويتسقطون الكلمات، ويختلسون النظرات، يتوجسون من كلّ غريب. أعرف ذلك جيدا ولذلك فإن إفصاحي عنكم – أيها السادة السائرون وسط عاصفة ترابية دائمة – لن يجلب لي إلا مزيدا من المتاعب هنا، وسوف يولد لي المزيد من المشكلات، ويكفيني ما أنا فيه من عزلة ورهبة وعداء في هذا المكان.
أخر مرة جيء به إلى هذا السجن السرّي المتعلق بأخطر السياسيين (المجرمين) على امن الدولة كان منذ أكثر من عشرين عاما؛ فقد حدث ذلك بعد مشاجرة مع احد السجناء المعروفين بكثرة تحرشاتهم الجنسية. ولم يكن مجرد صدام عادي بين سجينين، بل كانت دورة وحشية أخرى من العراك الغريب الذي استخدم فيه الأسنان وقضم الآذان وشفرات الحلاقة ونصول الملاعق، حتى كاد السجين أن يغمس نصل ملعقة طعام بُردت كآلة حادة في بطنه، لكنه أفلت في اللحظة الأخيرة؛ فلم يكن يعرف وقتئذ أنه لازال يمتلك كلّ تلك القوة في الدفاع عن نفسه بعد أكثر من عشرين عاما من حياة هذا القبو الوحيد وسط الصحراء.
لماذا لم ينفذوا به حكم الإعدام الذي صدر بحقه منذ عشرين عاما؟ ماذا ينتظرون وقد استثني من جميع أنواع العفو؟ هل ينتظرون انهياره وقيامه بفضح بعض الأسرار التي حملها معه؟ واهمون جدا. ليس العقيد إبراهيم صالحان من يفعل ذلك.
وهذه هي المرة الثانية التي أتشاجر فيها للسبب نفسه: كان يمدّ يده تحت دشداشتي! ماذا يريد مني؟؟ وعلى الرغم من إن الأخر كان يحاول أن يلوي عنق المحاولة إلى مزاح سمج وبريء، إلا أني بادرته بضربة قوية على عينيه أفقدته رشده. ثم بدأ الشجار العنيف بالأيدي والأرجل والرؤوس لينتهي بتمزيق الملابس القديمة وبقع دماء هنا وهناك وسط صيحات متتالية للسجناء: أقتله أقتله!. لم أكن أعرف لمن توجه الدعوة بالقتل في البداية، لي أم له، لكني بعد أن أصبحت في مأمن من ذلك الوحش الجبلي (شيركو) بات من الواضح بالنسبة لي: أن الدعوة كانت موجهة لقتلي وحدي.
لماذا يتمنى السجناء موتي؟ ألآني كثير الصمت مغرورا؟ أم لتجربتي الخاصة مع الحياة؟ أم لغموضي المتواصل وحجم الأسرار التي تكمن في جوفي: تلك الأسرار المتعلقة بضباط الانقلابات المتعددة؟ أم لإجادتي عددا من اللغات: كانوا يشكون في قدراتي اللغوية وهم لا يلبثوا عاما أو عامين حتى يأتون بمن يعرف لغة شرقية أو غربية من سجناء جدد لاختباري، لكني كنت انجح في كل مرة؛ وحتى مدير السجن نفسه كان يشترك في المؤامرة للتدقيق في معارفي؟ تعلم اللغات هوايتي منذ زمن بعيد، ولولاها لفقد العالم معناه بالنسبة لي.. دعوني بالحرباء وبقي ذلك اللقب لصيقا بي طوال رحلتي بين أربع سجون أخرها هذا القبو الصحراوي.
كانت الحرباء المتيبسة العنيدة لا ترغب إلا بالهرب: أضعها وسط ملابسي كحرز. يستغرب السجناء تصرفاتي وعد بعضهم ذلك نوعا من الجنون. لكن آخرين جعلوه غرابة أخرى: غنه يتعلم لغة الحرباء أيضا! وربما كان ثمة من يحاول في هذا المكان المفعم بالنهاية أن يكشف عن أسراري كلها من اجل نيل الحظوة لدى أولئك القابعين هناك على الكراسي في دار السلام! لكنهم فشلوا في كلّ مرة، مثلما فشلت جميع محاولات الهرب من هذا القبو الصحراوي، وعادت جثث المحاولين مأكولة من الذئاب البرية التي تسمع أصواتها طوال الليل، ثم جاء مدير السجن ليذكر: مرة أخرى أعلمكم بان هذا المكان لا مخرج منه ويمكنكم الرحيل أمام عيني إلى أفواه الذئاب. لن يعرف احد مكانكم أبدا؛ وهذا من أسرار الدولة العليا، ولستم محسوبين علي! هل هذا مفهوم؟ بصراحة يمكنني أن أعدم أي واحد منكم في أية لحظة ولن أسأل عنه أبدا؛ كلّ ما اخسره هو تقرير صغير ملخصه: حاول الهرب فأكلته الذئاب! لقد نسيكم الناس هناك ونسيكم العالم. أنتم غير موجودين على خارطة الحياة – أما آن لكم أن تدركوا ذلك؟- وإني لأستغرب السرّ الذي تحمله الدولة إزائكم بأن تركتكم أحياء كلّ هذا الزمن؟ فطالما سألتهم هذا السؤال وكان الجواب: ابتسامات غامضة تؤرقني دائما. من انتم؟؟ ولمناسبة المحاولة الفاشلة الأخيرة لإبراهيم صالحان، زميلكم القديم الغريب، هذا، سوف ادعه في السجن الانفرادي حتى أتذكره..
بدا السجن الانفرادي بالنسبة لي مثل قبر وهو يقبع في جوف قاعة مهملة. آخر مرة نسي السجانون احدهم حتى مات عطشا، فكتب تقرير عن موته إثر نوبة قلبية. ترى هل ثمة محاولة لإعدامي صمتا في هذا المكان؟ ليت ذلك يحدث حقا. كان بريق القط الأسود يظهر في كلّ لحظة كما قيل لي؛ لكني لم اخف إذ ليس ثمة ما يستحق الخوف بعد كلّ هذه السنين. ولم يكن ما حكي عن وجود قط أسود في السجن الانفرادي مجرد ضجة: مواؤه ودربكته وشخيره.. لم يكن السجن الانفرادي كالسابق أبدا، هذه تجربة خانقة؛ في الزمن الماضي – ربما قبل عشر سنوات تقريبا – سجنت ثلاثة أشهر وحيدا ولم أر غير أقدام السجانين السود الثقيلة. لكنه لم أكترث. ربما لأني مازال شابا وقويا ولا يعنيني الأمر كثيرا. أما الآن فالسجن الانفرادي يضغط على روحي بشدة.
وخيل له في لحظة ما أن النهاية قادمة. كان يعلم تماما أن لا احد يمكنه الهروب من هذا السجن السري الذي يقع وسط الصحراء، ولم يسبق لأحد أن حاول ذلك إلا وعاد جثة مأكولة أو ملابس ممزقة. أما السجانون فقد كانوا حريصين دائما على الإيحاء لهم بان نهايتهم ستكون هنا، في هذا المكان المعزول عن العالم: قبركم الجماعي ومقبرتكم. وأنهم سيدفنون بكرامة وعلى الطريقة الإسلامية إذا ما أبدوا كثيرا من الالتزام بالتعليمات، وكفوا عن محاولات الهرب غير المجدية. أي، خدابند، يهوه، خوا، ألوهي، my lordهووووووو! يا من خلقتني وأوجدتني هنا في هذا المكان الموحش، القبو، منذ خمس وعشرين عاما، علمني أن أكون شيئا ما، منيرا لروحي المعذبة هنا، في هذه الساعة وفي كلّ ساعة. أنا عبدك العقيد إبراهيم صالحان، ابن أمتك معصومه جاويد، المحكوم بالمؤبد في هذا السجن الرمادي الذي يذكر بالنهاية في كلّ لحظة، دون أن يحدث في أي وقت قريب. كان السلم الحجري المبقع بالأسود لاصفا بعد غسله مرتين باليوم، والشمس تميل إلى الغروب التام وبدت الجثة هامدة وهي تنزل على لوح خشبي يحمله سجينان من الأعلى وسط مجموعة السجناء الآخرين الذين اصطفوا للوداع الأخير.
بالأمس فقط كان يلبس روبه الديشامبر ويهبط من على السلم نفسه: يدخن غليونه المرصع بالفضة ويضع قليلا من التبغ الأصلي ذي الرائحة الفواحة علامة البحار ويدعسه ببراعة كاملة؛ يقال أن وزراء الداخلية أنفسهم يبعثون له هذا الصنف الغالي من التبغ على الرغم من جميع التبدلات والانقلابات العسكرية؟ وكلما جاء وزير أو قتل أخر كان يكرر القول نفسه: هؤلاء كانوا جميعا أولادي وأنا من صنعتهم لكنهم أولاد كلاب يقتلون بعضهم من اجل عظمة. وقد خصصت له غرفة وحده مع خادمه الكردي المحكوم بالمؤبد أيضا. أخيرا ترك لخادمه الأمين ورفيق روحه وغلامه الليلي كلّ ما يملك في هذا السجن: قرآنا بحجم متوسط موشى بالذهب جابخانه تهران، ونظارتين انكليزيتين لاصفتين، وبعض القمصان النظيفة والبنطلونات والبيجامات المقلمة التي يسمح بارتدائها في المناسبات الرسمية، وألبوم صور يجمعهما مع عدد من السجناء المقربين. بكى بعض السجناء بعد هبوط الجثة إلى الأرض، في حين تمتم بعضهم: كان فظا، غليظا، يحب خادمه كزوجه، يحسب أنه لا يزال في الحكم، يجلس على الكرسي، ولسوف يطلق سراحه ويكرم بعد أول انقلاب عسكري رحمه الله. أذكروا محاسن موتاكم: لا حسنة له!
أي دوستم؛ من هذا النزول تبدأ حكمتك الكبرى وتفتح أبواب معارفك. ذهب الجنرال إلى مثواه الأبدي في مقبرة الشيخ معروف: ربما ثمة من ينتظر الجنازة من أهله وأصدقائه خارجا: توجد إجراءات كثيرة يجب أن تتخذ حتى يتم تسلم الجثة. ثم بدأت تلك الهمسات: بالأمس كان كالثور يزبد ويرعد، ويأمر وينهى، ويخشاه جميع من في السجن تقريبا حتى من أولئك الشرطة الذين لا يتوانى بعضهم بمناداته: سيدي! وكأنه لا يزال آمر فرقة جبلية في الجيش كما كان سابقا: ثور هائج لا يحترم أحدا إلا مدير السجن (الحمّامي) البدين هذا الذي وضعه في السجن الانفرادي بعد عشر سنوات من الصداقة الغريبة بين السجان والسجين؛ وهاهو يقف الآن عند باب الخروج من العنبر وقد سدّ جسده كلّ الباب تقريبا:على كيفكم أبويا، شويه شويه هذا اخويا إبراهيم! ثم لم يلبث أن أجهش ببكاء مفاجئ هو الآخر. لم يشاهد الحمامي بتلك الحالة أبدا من قبل منذ عشرين عاما قضاها في خدمة السجون الكبرى والسجون السرية.
يقال: دسّ لإبراهيم صالحان السم في طعامه الخاص من زملائه العسكر الذين اشتركوا معه في ذلك الانقلاب الدموي الأول الذي قتل فيه الملك الصغير وهو يضع القرآن على رأسه والذي سمي بالثورة الوطنية. لا يمكن حدوث ذلك التسمم المزعوم إلا بمعاونة خادمه الكردي. ولكن هل يخونه الكردي بعد كلّ هذه السنين من السجن في هذا المكان؟ كلّ شيء ممكن في السجون الثقيلة. ومنذ تلك اللحظة التاريخية التي صورها رسام السجن حنا كريم على حائط أبيض وبالفحم في مرافق السجن العامة.
حمل الكردي متاعه وغادر السجن إلى مكان مجهول بعد ثلاثة أيام وسط سيول من الشائعات والتأويلات استغرقت الجميع على مدى سنين طويلة أخر. قيل: أطلقوا سراحه مقابل تلك المهمة. كان الكردي صامتا طوال الأيام الثلاث التي بقي فيها. وقيل يومئذ أنه صائم عن الكلام. لكنه لم يذرف دمعة واحدة على سيده أيضا. والله العظيم أنا لم أعرف بالضبط ما الذي حدث؟! كان العقيد إبراهيم رحمه الله، يحب الكباب، وكنت قد أوصيت له بنفرين مع الحبشات بالطبع، أنا تناولت الكباب أولا كالعادة، ولم يحدث لي شيء أبدا، وها انتم تروني أمامكم حيا ارزق كثور. هو جنابه العقيد أكل نفرا وشيش وترك لي الباقي. والخبز كله نظيف والله وكذلك الحبشات. ثم شربنا الشاي كالعادة، ولعبنا الطاولة، لكنه لم يضحك كعادته في ذلك اليوم أبدا. لكنه داعبني طوال الوقت كعادته ومدّ يده على ذكري أكثر من مرة؛ كان يغلبني منذ سنين طويلة، ولم أحاول مرة واحدة أن أغلبه: أذكر أستغفر الله! مرة كاد أن يخسر فقال لي بالكردية: إذا خسرت أيها الجحش سوف أطردك من الخدمة إلى الأبد وسوف تنزل إلى العنبر وتموت جوعا ومضاجعة. خفت ولم أحاول أن أغلبه بتاتا.