ستسقط من حوصلتك

(1) مسافة لا تنتهى ولا تفصل

على حواف من فراغ مخمصتى
أقطع دابرى
أضرب أخماسى فى أسداسى
أعيد المزج الساخن
بين الأضداد 
عينان
ويدان معلقتان
شاهدان
لرؤوس تتدحرج من أبراج البيرامستان
تزلزل هذا الصمت النابت
فى جسد الكلمات
لا تستطيع 
بأوجاعها
أن تطير


(2) أسئلة عقيمة

عاصفة تتدحرج على الرمل
تصفع وجه التراب
إيقاع يتصاعد
لمواجهة الفناء الأكيد
ينبعج
ثم يصير
مغبرا .. باهتاً
يئن
من صورة الكثرة الكثيرة 
يتقافز
لمواجهة الفراغ التام الأبدى
مثل موجه هائلة
تزج برأسها
وتندفع نحو اللانهائية
مخلفة خلفها وحوشاً من حصى
تمنحنى إحساسا ًجديداً بلا معنى
لا شئ أهول ولا أصدق من ذلك


(3) لمعة تفترس صورتها وتصعق


ذات مبعثرة 
يجللها 
ضوء اللحظة 
فى البحث عن توحدها 
يستبد قلق 
ولمعة سهلة الأنكسار 
***
مايزال باقيا
مكان فارغ بين نوافذ الكلمات 
كان بإمكانها أن تكون هناك 
بستاناً يعطى للعزلة اسمها 
لحظات الصمت ، لا وجه لها 
تفترس 
ماتم تخزينه 
كوة ضيقة 
لنهار رمادى 
فى مركز الذاكرة 
ينفتح بياضاً
أنت فيه دونما ألم 
وهناك فى حاضر الكلمات 
منظر يختلف عما سابقه 
شئ ما يقضم الأجساد 
فقْدٌ 
فقْدٌ 
لم يبق غير هذا القليل من الهواء الذى يتحرك 
لا شئ أكثر 
ينتظر: لا أحد 
سوى فضاء 
ممتلئا بذاته


(4) معتم .. وميض .. على ضفاف غيبوبة


عصفور يجالسنى 
المقهى المجاور 
حدثنى عن الأسماء فى الأشياء 
عن مأزق الكلمات فى مخبأ اللغة الخبيئة 
فانفتحت سماوات على ّ
وحين انطلق إلى غايته 
أطلعنى بسر فراره 
يمضغنى فزعى 
بسره المبتور 
وجناحين خضراوين 
بعرض السماء 
تثبتنى اللحظة
تعيد خلقى
تسقط الأشياء
صور دائرية
ددد
ااا
ئـ
ر
يـ
ة
أبصر وجه الغائب
تلزمنى حركات أكبر منى
العالم وجه يمحى
فى شفافية الظل
رفاق الطاولة 
يتناوبون القفز 
على ما تكسر من حطام 
تنسال قهوتى 
وتروح 
فى غيبوبة 
ونرى الناس سكارى 
والروح لأول مرة 
توافق 
هياكل ساكنيها 
فهل سأدرك بابا لروحى .. فأدخل 
هل سأدرك بابا 
هل سأدرك 
هل..؟


(5) بادئة محطمة من جانب واحد
.. .. .. .. .. .. 
"الغيبة غيبة القلب عن علم ما يجرى , لشغل الحس بما ورد عليه.. والوصل إدراك الغائب... "
إبن عربى
.. .. .. .. .. .. .. .. 
رأيتكم تهزون الأذرع 
هملجة عاصفة 
تشيل أرديتكم المضاءة 
ومع آخر ركلة 
وجهى استطال مرتين 
وفوق الجبهة المشروخة 
قطعة منسية 
من أصابع القدمين 
وجزء 
من شظايا الجدار 
من جلدى المدقوق 
كأنه الغياب 
يكمل الإطار 
... 
... 

أريد أن اعرف إذا ماكانت الغيمة مطرا 
أم هامشا يبقى إلى جانب واحد عندما ينكمش الوقت 
... 
الطائر الأخضر 
أرسل جناحا ً
كان يحب مهرة 
رآها فى أحلامه 
نزلت الحسرة الأولى فى قلبه 
يوم ذبحوها 
فى زمن المجاعة 
..

انتظرَ شهورا ممتدة 
ليرى دراما أنزال الهلب 
حلق 
وابتسم 
... 
... 

بين التثاؤب على رقعة الكلمات 
امنحنى 
صدرك ، الذى يموج 
بصدوع رأس لا حصر لها 
... 
... 

قال صديقى 
كيف تعبر عن نفسك بهذا التراجع ؟ 
صدقنى ولا تغضب 
الطائر الذى ينظر فى عين أوفيليا 
يسرى الخدر رويداً رويداً فى سنواته... 
حتى يختفى على قوس العمر 
خطاً وفخاً 
ستقول أنى أهذى 
وسأقسم 
أنى شججت رأس العراف بنبوءته 
حين سألته: أكون 
قال: 
أو لا تكون