غربة

 


وتمضي عندكم ايامنا ثكلى
وكلّ رجائنا الحلّ
وامضي بعد أن يقضي بقية زهرتي العمُر
إذا فتحت سمائي بعض ابوابٍ
تدقّ بأيد جلاّدي
فروحي هذه الشهبُ
تمرّ بغير ما طرقٍ
ولا استئذان حارسها
إذا ضاقت على جسدي
تخوم الفقر والأرضِ
فلي نجم يلازمني
يذكرني بعينيها
وينسيني هوان الغربة الظلماء سطعتهُ
كأن النور منسكب على قلبي
بعيد رحيلي عن جسدي سويعاتٍ
واصبح بعده يقظٌ
عن الأحلام والفرحِ
ويأفل نور حضرتها وحضرتهُ
دعيني احتسي ليلي
كتابا سوف اقرأهُ
واكتب كلّ سهرتنا
وكلّ لقائنا السحريّ يا أنثى
إذا ما لامس الظمآن عينيها
وضمّ لهاث قبضته لكفيها
إذا غنّى لحقل القمح سرّحهُ
إذا جالت هناك نشوتهُ
سيذكر مهد نشأتهِ
وبحرا غير مركوب ومأمونٍ
كما الأبحار والأنهار والدنيا
عروسي هذه عشتار تحسدها
وتموز الطريد يعود متشحا
بألوان ولا أزهى و لا أحلى
يحاكي بعض مبسمها
أيا دمّون هل أرقت لذكراها مخيلتي
وليل الشاعر المهزوم أرّقني وأرّقهُ
أيا أنثى أيا أرضي
أيا حمّى تلازمني
ويا دفئي ويا بردي
حضارة أمّتي دكوا حواضرها
وعاثوا في مفاتنها خرابا لست أدركهُ
ووهمٌ في سحائبنا 
هتاف الناس يرفعهُ
فلولا حرص محبرتي
لقلت الصوت يختلفُ
فعمد مال حاملها 
عجيب كيف تحمله
دعيني ارتدي جسدا لبحّار
عواصمه سفائنهُ
أشدّ الرحل في ليلٍ
يضيء بجوفه نجمي
شواطئ أمننا ولّتْ
كما جسدي
تهيم الروح حائرةً
تنادي شاطئا حرّا
من الأوثان والظلاّم والساسة
فهل روحي تظلّ الدهر هائمة
وبين بلاد غربتنا مجزأة
غريب غربة سوداء طالعها
غريب الذات مهزوم ومضطربُ