مُضيّ

تترك ضفيرتها في قلبي
و تمضي في وشوشة السّر للسّر

تترك لمعانَها يشوّش جَميع حواسّي
تترك خرافتَها على السّور
بُومًا يتداور في سكون
تترك نعومتها على ما أعانق
من أصنام جاهليّتي.


تترك ظلمتها ترشف أصابعي واحدة فواحدة...

تترك أنفاسَها في نفْسي
في ليالي الحرّ و تنهدات الساعة المتأخّرة
تترك تربتها في عمائي
وعماءَها على عباءتي المبلّلة

تترك لمساتها مخلوقات تتهافت
قططا على سطح داري
تترك الحقيقة العاصفة
وعاصفة انتظاري الشرّيرْ

تترك حصانا يابسا في البهو
ذبابا مقلقا في سواد ما تحت الغطاء


تترك النبوءة في قلْبي
و تمضي تؤلّب الملائكة في هجرتي


تترك سكينا يتقلّب
و القمر يتدوّر في عقيدتي الصّغيرة


تترك رأسيَ مطلّة على الفارغ المطلق
وورْدة في ألمي تبرق نارا ضئيلة آنس بها


تترك الصّحائفَ في خطى العجل ذي الخوار

تترك عسلها وعدسها وبصلها
على مائدة في حكايات قديمة
تترك نفَسها الصّاعد الهابط...

تتركني، ملقى في رقصة خالدة
تحت نقر أصابعها على طبل في المبهم


تترك حبل غسيلي بلا لمسات
تتدلّى منه القمصان يابسة
تترك العنب بلا معنى بين يديّ


تتركني...
أجمع القمصان اليابسة
بينما ينزّ الضّوء القمريّ
فوق حبال الغسيل