لفاطمــــــهْ

لوجهكِ
يأتي الربيع فراغاً
يوقّع بالحزن
أوراق أيامنا القادمهْ

لوجهك
تبحث روحيَ
عن لذة القمح
عن نشوة الاكتمالِ
السنابلُ فارغةٌ تنحني ،
لشوامخ قلبي تهزّ الفضاءَ
( تخربش ) ما يتبقّى
من الجرح
والجمر
والعاصفهْ
وتصرخ : يا الموتُ ..!
تسرق من زهرة الفجر
عطراً من الصبح
كان ليَ النسمة الناعمــهْ .

يدي في الفراغ
تداعبُ شعر الهواء
تُقبّل جبهة ريح
تعيد المسافة للبدء
تعصر ما يشتهيه النزيف
تُبعثِرُ فيّ المرايا
الغيابَ العميقَ
وتزرع في الأفق
رمل النهاياتِ
تصفعني بالأفول ،
الشرايينُ مازالت الريحُ فيها
وما زالت الكائناتُ
تلوك عظامي
تكنّسُ وجهي
من الدم والماءِ
تغرسه بانكساريَ
تفرشه باليباس ،



تكبّله خطواتُ الوجوه
برحم الخريف
وسرب مساءاته الخائفهْ .

لوجهكِ
أبكــــي
أنا ـ لا أجيد القصيدة ـ صفرٌ
هو الحزن
يأتي نقيّاً كما الأنبياء
وفي الفجر تولد آياته
واصفرار الوجود
الفصولُ تشدّ الفصول
تعضّ البراعمَ
تأتي النهايةُ
تكتمـل الملحمــهْ .

لوجهكِ
يبدأ موتيَ
أشربهُ
وأعانق نعشيَ ،
تكتحل الأذنُ بالصمت
والعينُ باللاحياةِ
الصباح بنهر الخراب
المساءُ بحزن القناديل
يُتّهـم القلبُ بالدمِ
والدمُ بالدم
والخبزُ بالجوع
يا فاطمـــــــــــهْ .

**********
فاطمة : ابنة شقيق الشاعر ، قطفها الموت وهي في ربيعها الرابع عشر