الخادمة والعجـــــــوز

مسرحية تجريبية  تأليف: السيد حافظ

 فيلا... الدور الأول على ما يبدو... غرفة الاستقبال .. يبدو أن الفيلا مهجورة منذ وقت طويل .. لم يدخل فيها أحد ..صورة السيدة علقت فى المواجهة ..على اليمين صور لثلاثة شبان... بعض الزهور ذابلة وضعت تحت طاولة وضع بجوارها تلفزيون ... يرن جرس الباب يظهر من اليسار رجل كبير فى السن على ما يبدو فى سن السبعين ..وقد ارتدى الملابس بطريقة غير مهندمة .
( سبوت على ساعة الحائط العاشرة )
حامد : (وهو يقترب من الباب ) قادم ..قادم ..من الذى يأتى لى فى مثل هذه الساعة المبكرة ..؟..إنه الحارس ..أتى ليحصل على ثمن الكهرباء والماء.(يفتح الباب، يعود خطوة للخلف) أهلا ...تفضلى ( تدخل فتاة فى سن العشرين ..حاملة حقيبة) أهلا...تفضلى ..( ينظف أحد المقاعد لها ..تجلس .. تمد يدها بخطاب ) ( يفتح الخطاب ) أنت الخادمة ..مرحبا بك فى بيتك الجديد يابنتى ..مضى وقت ولم يأت أحد لزيارتى ..يمكنك أن تبدئى بتنظيف الدور العلوى ثم أصعد إلى أعلى وأنت تنظفين الدورالأرضى ( يضع الخطاب على الطاولة ).. (يتجه إلى مقعد أمام جهاز التليفزيون ينظر إليه باهتمام ) ( تقف الخادمة ..تتجه إلى أعلى ) هذا الجهاز العجيب يمتص نصف عمرى ..أجلس أمامه أتابع أحداث العالم المفرح منها والكئيب ..الغريب والعجيب ..الحقير والنبيل ..عالم ملىء بالعجائب والغرائب ..( يصرخ بصوت مرتفع ) أنت يا فتاة نظفى المكان جيدا ..من قصاصات الصحف وصور النساء الداعرات وحوادث السرقات وهزيمة البشر . ( تهبط الخادمة معها كوب من الشاى ..تقدمه له ) (ينظر لها ) شاى رائع أمضيت نصف عمرى الأول أشرب الشاى والدخان والنساء والشعر والبحر والصيد والجرى وراء اللاشئ .. ( يرتشف رشفة ). آه لذيذ طعم الشاى ..أشكرك ..لفتة ذكية منك .. قبل تنظيف المنزل وترتيبه تعيدين لى إحساسى بأنى كائن حى ..كائن بشرى ..أتعرفين كم مضى من الوقت لم تأت امرأة لهذا المنزل ..لن تصدقى ..سبع سنوات منذ أتى ابنى الكبير ..هذا (يشير إلى إحدى الصور الفوتوغرافية ) باسم ... اسمه باسم ..أتى مع زوجته فى ليلة ممطرة ..الرعد يقصف القلوب والهواء يعصف كل شئ ..وهذا الوغد الصغير يأتى تحت المطر وبين أنياب البرد ومعه زوجته ليخبرنى أنه فى حاجة إلى عشرين ألف جنيه ..نظرت فى عينيه طويلا ..كالثعلب ينظر لى ومعه تلك اللئيمة ..سألته ..وأنا أدرك أنه ضحية لتلك المرأة التى استطاعت أن تحوله إلى صرصور أليف ..( تحاول الخادمة أن تخرج ..يمسكها من يدها ) اجلسى ..استمعى إلى ..ابنى باسم ..أستاذ للأدب فى الجامعة أستاذ كبير وفى المنزل فأر صغير يتسول من أجلها ويتسلط على للحصول على أموال لشراء سيارة لزوجته وشراء منزل كبير وشراء الدنيا لها ..كى يركع تحت أقدامها فى المساء ..سألته لماذا تريد النقود ..؟ أجابت هى ..من أجل تسديد الديون وإلا هلكنا ..هلكنا ..لقد هلكوا منذ وقت طويل ..هلك هو منذ أن تزوجها وبعد ليلة الزفاف أغلقت باب حجرتها ونامت بمفردها ونام هو فى صالة الشقة بينما جارتهم الحسناء اللعوب تحرضها على الاستيلاء على أموال زوجها ، وابنى المسكين ضحية الغباء ..سألتها ماذا حدث حتى تهلكوا ..أجابت كتبنا شيكا بدون رصيد ..(تهز الفتاة رأسها بخجل ) يومها قلت له إن زوجتك تصاحب جارتها الحسناء اللعوب التى تهرب إلى عشيقها كل يوم ..صفعنى على وجهى ..ابنى صفعنى على وجهى من أجل جارتهم صديقة زوجته عندما حذرته صفعنى ..وخرج من المنزل مسرعا وهى خلفه تقول عنى إننى كاذب ..منذ ذلك لم تحضر أى امرأة إلى منزلى (تخرج الفتاة من باب الغرفة ويسمع الجمهور صوت أقدامها ).
حامد : ( ينظر إلى صورة ابنه الثانى إبراهيم ) لماذا تنظر لى هكذا ..مازالت نظراتك قاسية لى هل تركتنى أم تركت هذا المنزل ..هل تركتنى أم تركت نفسك معى ..لا تقل إنى كرهتك إننى أحببتك ياغبى ..أقسو عليك من أجلك .. لماذا سافرت إلى لندن ..من أجل أى شئ ..المال ..امرأة ..غبى ..ألف امرأه يمكن أن تملكها هنا ..المال مالك ..ولكنى كنت أحجبه عنك خوفا عليك من أن تبدده ..أنا أحبك يا إبراهيم ..لم أكرهك يوما ياولدى ..كنت أقسو عليك لأنى أحبك ..أحيانا يحب الرجل ولا يعرف كيف يعبر عن نفسه .. أحيانا يحب عقيدة فيحاربها ..ويحب امرأة فيبتعد عنها ..وأحيانا يحب وطنه فيهرب منه ...لا ترفع صوتك وأنت تحدثنى ..( يجلس على مقعد أمام الصورة ) انا لاأتفلسف عليك أيها الشيطان الصغير .( يشعل سيجارة ..ينظر يمينا ويسارا ) تذكر يا إبراهيم عندما ذهبنا إلى السوق وأنت بيدى دخلنا أحد المحلات وأخذت أبحث عنك لم أجدك بحثنا عنك فى كل ركن من أركان السوق ..أتعرف أين وجدناك؟..وجدناك تحت منضدة البائع تأكل قطعة حلوى ( يضحك ) وعندما أردت ضربك قدمت لى قطعة الحلوى فضحك الناس وضحكنا ..كنت شيطاناً صغيراً يا إبراهيم
( تدخل الخادمة حاملة الطعام إليه ) ( ينظر إليها ) أنت رائعة ..أنت تعرفين ميعاد طعامى ..إننى افضل الخضار المسلوق ولهذا أحضره من الجمعية .. شربة خضار جاهزة ..أسخن قليلا من الماء وأضعه فيها فتتحول إلى طعام رائع .( تهز رأسها ..تجهز المائدة ..لا تلتفت اليه )( يأكل ..تختفى الخادمة .. تعود بكوب من الماء ) ( ينظر إلى صورة إبراهيم ).
حامد : غبى ماذا تريد أن تفعل فى هذا العالم ..القبيح ..والجميل جميل ..والخير خير .. والشر شر .. هل تريد تحويل الدنيا إلى عالم خير ..غبى ..هل تريد أن تصنع السعادة بالمال ..غبى ..المال هزيمة.. كل الأشياء متساوية أمامى ..الأنذال كالأبطال والأبطال كالجبناء عالم لا يقدر أحد فيه أحدا ..ماذا تنتظر منى ..أن أغير لك الدنيا .غبى ..أمك ماتت ظننت أن الدنيا ستقف على قدميها تبكى عليها عامين ..لم يبك أحد ..ولا تنتظر أن يبكيك احد ..كنت ذات يوم رئيس لجنة تقدير الرجال المخلصين فى خدمة الشركة التى كنت أعمل بها ..كان كل منا ..يحمل الكراهية للآخر لأن كل منا يشعر بأنه المخلص الوحيد الذى يجب أن يقدر ..فى عالم لا يحب فيه الشخص إلا نفسه ..عليك أن تفكر مائة مرة بل ألف مرة قبل أن تضحى من أجل الآخرين ..تعيس أنت ..تعيسة أمك ..تعيس أخوك .. لقد أردت أن تفهم الدنيا مثلى ..ألا تخوض معركة خاسرة ..مع رئيسك فى العمل، ليس الحل أن تكون الرئيس الكبير لأن الصغار سيملأون أذنيك بالتقارير المكتوبة بالحقد الأسود وسيكرهك الشرفاء ويتقرب إليك التعساء ، هل كنت تريد أن تفتح بأموالى مصنعا ..وتكون رئيسه هل كنت تريد أن تصنع يوتوبيا جديدة من دمى وأنا أدرى أن أول من ستستعين به سيحفر لك خندقا به ألف عدو ضدك .( تدخل الخادمة ..يمسكها من يدها ..) اجلسى ..أنظر ياإبراهيم إلى هذه الخادمة ..إنها أروع إنسانة شاهدتها فى حياتى ..إنها الوحيدة التى تستمع لى ..أمك كانت ثرثارة وأنت كثير الكلام وشراء الكتب والأفكار الرديئة ..أما أخوك فكان بين يدى زوجته كالكلب الأبله فى يد سيدة والكلاب هذه الأيام قد تجدها تتحدث وتسير على اثنين وتركب وتقود السيارات والطائرات .( ينظر للخادمة) ابتسمى ياابنتى ..ابتسمى .. انت رائعة ..لست مثل زوجة ابنى باسم ..باسم التعيس ..النذل ..الذى حاول مرة أن يقتلنى وأن يسرق نقودى مرة ..وأن يضربنى مرة ..وتشاجر معى ألف مرة ..وكانت زوجته وراء كل هذه المصائب المرة ( تخاف ..تحاول أن تبكى ) لا تبكى ..لا تبكى من أجلى ..لقد تعودت على هذا منذ زمن طويل .. إننا ننجب الأطفال كى يضربونا ويشتمونا ويلعنونا ويذبحونا ( يضحك ) .( تضحك الخادمة ) نعم ..اضحكى.. اضحكى من قلبك فالابتسامة هى الشئ الرائع الذى يبقى ..سأحكى لك ماذا فعل باسم ابنى مرة ..دخل على الغرفة وفى يده كوب عصير وقال تفضل ياأبى ..قلت لنفسى هذه أول مرة يحضر كوبا من العصير لى ..أخذت الكوب وقلت له دعنى أشربه على مهلى ..وعندما خرج من الغرفة ألقيت العصير من النافذة القريبة ووضعت الكوب فارغا وجلست وجاءنى باسم ولدى اللطيف بعد عشر دقائق يسأل عنى فوجد الكوب فارغا فابتسم سعيدا ..وقلت له سأنام فابتسم أكثر وأغلق ضوء الحجرة وخرج انتظرت فإذا به وبزوجته يفتحان باب الغرفة ويفتشان فى الدولاب ويتجرآن ويفتشانى وأنا نائم فابتسمت لهما وقلت : ياأغبياء إننى ألقيت بالخدعة من النافذة ..ألقيت بالعصير من النافذة ..المخدر ليس فى العصير ..المخدر فى كل شئ من حولى ..المخدر فى كلامكم ..فى الهواء فى كل شئ ..( ينظر إلى صور ابنته )
حامد : هذه منى ابنتى ..فى عمرك ..تزوجت من رجل ثرى لا تحبه ..بل تحب أمواله..نعم تحب أمواله ..فى كل يوم تجدينها فى داخل السوق تشترى عينات ..أى عينات ..كل العينات ..قابلتها ذات يوم فى أحد الحوانيت سألتها ماذا تفعلين ..؟ قالت ..أهلاً ياأبى ماذا تفعل أنت ؟ قلت إنى أبحث عن هدية أشتريها لأخيك ، فقالت دعنى أختار له الهدية وللأسف اشترت الهدية له وهدية لها وهدية لزوجها وهدية لصديقتها التى معها وتركتنى أمام صندوق الحساب لكى أدفع الحساب أليس هذا أمراً مخزياً..لم تسألنى عن أخبارى ..عن حالى ..عن صحتى ..عن شريكى النصاب الذى سرقنى ولا أعرف ماذا أفعل معه؟لم تسألنى كيف أشرب وكيف آكل ..وخرجت مسرعة كى تلحق بالسيارة .. زوجها من مدمنى الخمر والسهر .. يسهر حتى مطلع الفجر يتسكع بالسيارة يصدم رجلا أو شجرة يصدم أى إنسان ويهرب بسيارته ويدخلها الجراج الموجود بالمنزل ويغلق الباب عليها حتى إذا بحثت الشرطة عن السيارة لا تجدها ، وفى الصباح يأخذ سيارة جديدة ..والميكانيكى الفقير الخصوصى يأتى كل صباح كى يصلح ماأفسده ذلك الثرى المستهتر بارواح الناس ..المستهتر بكل شئ حتى أنه وقت صلاة الجمعة يفتح زجاجة ويسكى ويرفع صوت المذياع الذى يذيع الأغانى الخليعة ويعرض فى نفس الوقت فيلما جنسياً فى الفيديو وابنتى فى نفس الوقت مشغولة بأحدث ما أنتجته بيوت الأزياء فى باريس ولندن وبالحديث مع النساء عبر الهاتف وتستطيع أن تخبرنى ابنتى عن تاريخ النساء فى كل أرجاء المدينة وعن علاقتهم الظاهرة والخفية..إنها من هواة جمع أسرار الناس وخاصة أسرار نساء المجتمع المخملى ..لا تحب زوجها إنما تحب مركزه الاجتماعى ..يخونها مع النساء تخونه فى ماله تبدده يمينا ويساراً يدعى أمامها أنه نموذجى ..تلعن أباه كل ليلة وتستطيع أن تشاهد أفلام الكاوبوى وتهتم بارتفاع أسعار الأسهم والتجارة ولا تحب إنجاب الأطفال ..شريرة طيبة..سافلة اللسان ..حنونه القلب ..إنها حواء بكل ما فيها ماضيها وحاضرها ..( تتقدم صورة الابنة أمامه..يلتفت إليها فى هدوء ) عندما كانت فى الجامعة ..سافرت إلى الخارج قالت لى فى برقية أرسل لى خمسة آلاف جنيه استرلينى لأشترى بها شهادة الدكتوراه ..اتصلت بها هاتفياً ..كيف تقولين هذا ..قالت إنهم يبيعونها هنا فلا داعى لتبديد الوقت هباء ..أرسل لى النقود أرسل لك الشهادة .( ينظر للخادمة التى هبطت من أعلى ) نعم لم أرسل لها النقود ..إذا استطعت أن تشترى الشهادة والمركز الاجتماعى وضمائر الناس ..إذا كان العلم أصبح يشترى بالمال لا بالفكر ..إذن أصبح الفكر يساوى شيكا صغيراً فأين يمكن للمرء أن يجد الثقة ..أين أجد الثقة إذا كان كل شئ فاسدا من حولى ..اشتريتم ضمائر الناس ..عقول الناس ...أفكار الناس ..ماذا بقى حتى لا تشتروه يا أولاد الكلب ..( الخادمة تقوم بمسح صورة الإبنة ) لا تقتربى من صورتها ..إن من يقترب منها تحرقه ..كل نساء الجمعيات النسائية يخشون غضبها ..تؤثر على أى واحدة ..تؤثر فى نجاح أى مجلس إدارة أى جمعية نسائية ..وأحياناً تتدخل فى انتخابات مجلس الأمة حتى إنها تطمح فى أن تكون وزيرة والله أعلم .. يمكن أن أقول لك الحقيقة إنها طموحة لمنصب رئاسة الأمة لا يقف شئ أمام طموحها ..تستطيع أن تحول كل شئ لصالحها حتى عندما تقرأ المجلات والصحف تحولها لمصلحتها الخاصة عن طريق صفحة المجتمع ..لعن الله المجتمع الذى تحول إلى دائرة نفاق عجيب ..منى ابنتى تجيد النفاق وزوجها الأبله لا يدرى .( الفتاة ترتعد ..يقوم العجوز ..يتجه إليها ) من المسئول عن وجودى هنا بمفردى .. أولادى .. المجتمع .. الزمن .. لاأدرى ؟.. هل كل هؤلاء تكاتفوا ضدى .. من ضد من .. الزمن ضدى .. أولادى ضدى ..المجتمع ضدى .. لماذا .. أنا لم أخف أحدا بينما الجيران خافوا من الجلوس معى ..إنهم يخافون منى يخافون من أحاديثى عن الماضى ..ماذا قدم لى الحاضر حتى أتكلم عنه..؟قدم لى الوحدة.. حتى أطفال الجيران يخافون منى ..أنا لم أكن ضد الارتباط بالناس ...الناس كانوا ضد الارتباط بى .. أولادى كل منهم يتمنى موتى اليوم قبل الغد ..إنهم يريدون أموالى فقط ..أما الزمن فهو ضدى ..منذ أن ولدت وهو ضدى ..كنت أنا وهو خصمين شريفين ينتصر جولة وأنتصر جولة لكنى لن أسمح له بهزيمتى ..مهما يفعل فلن أدعه ينتصر على ..الزمن يحاصرنى الآن ..أنا داخل الدائرة ..معزولاً من كل الأسلحة لكنى لن أستسلم ..إذا أستسلمت سأعطى أموالى لباسم ولكنى لن أستسلم سأعطى نصف أموالى لهذا الولد النقاش ..الذى رسم الحائط ورسم الصور لى دون أن يأخذ منى أجراً..وكان يحدثنى عن أحلامه ..عن رغبته فى السفر للخارج للدراسة وإقامة معرض فى كل بلد يزورها ..عن حلمه بشراء خيمة يحملها على كتفه ..عن حزنه على الفقراء الذين يموتون جوعاً ..عن رغبته فى أن يعطى الفقراء قلبه..سأعطيه نصف ثروتى ..لأنه سيصنع من الحلم البسيط أحلاما للبسطاء ..آه كم كنت أتمنى أن يكون لى ولد مثله ..سأعطيه نصف ما أملك ..أما أنت فسأعطيك النصف الآخر لأنك الوحيدة التى أستمعتنى.. منذ أسبوع لم يحضر هذا الفنان ..ربما سافر لا لم يسافر ..لأنه وعدنى أنه سيمر على عند سفره ليودعنى ..سأعطيه الوصية.. اما أنت سأعطيك نصف ما أملك ..أيها الزمن إنى أنتصر عليك ..ما اسمك يا فتاة ( يمسكها من يدها ) تعالى ..ما اسمك ( تصرخ الفتاة ..يكتشف أن الفتاة خرساء ) لا ...لا ...أيها الزمن لن تنتصر على ..جولة لك وجولة لى ..(يمزق الصور )


ستــــــــــــــار بطىء